ومع ذلك، فقد شهدت بساتين الزيتون الحديثة اهتمامًا متزايدًا بالأصناف الأكثر إنتاجية، التي تتميز بقدرتها على توفير أكبر كمية من الزيت ومرونتها في التكيف مع الحصاد الميكانيكي، مما أدى إلى تهميش العديد من الأصناف المحلية التي تمثل جزءًا كبيرًا من التنوع البيولوجي في إيطاليا.
لمواجهة هذا التحدي، يتم الحفاظ على هذا التراث البيولوجي الغني من خلال إنشاء مجموعات من الأشجار الحية في مواقع متعددة، مثل سفينة نوح لانقاذ الأشجار، التي توجد في مناطق مثل أومبريا في لوغنانو في تيفيرينا، وتوسكانا في فولونيكا، وفي محمية بيرجوسا في إينا، وكذلك في مراكش بالمغرب وقرطبة في إسبانيا.
في أومبريا، على وجه الخصوص، تمثل شجرة الزيتون جزءًا لا يتجزأ من الثقافة المحلية، بحيث يتم تخصيص شجرة زيتون لكل مولود جديد أو لكل أجنبي يقرر الاستقرار في لوغنانو في تيفيرينا، وهي قرية أومبرية تقع على تلال أميريني. تشير الحفريات الأثرية إلى وجود أشجار زيتون منذ العصور الرومانية، حيث يتم العثور على أدلة على معالجة الزيتون منذ القرن الأول الميلادي.
أحد المبادرات البارزة في هذا المجال هو مشروع "أوليا موندى" وهو مجموعة عالمية تضم حوالي 400 نوع من أشجار الزيتون، مع تكرار ثلاث عينات من كل نوع، ليصل العدد الإجمالي إلى حوالي 1200 شجرة.
تم تأسيس هذه المجموعة بفضل التعاون بين جامعة بيروجيا، ومنطقة أومبريا، و3A - منتزه تكنولوجيا الأغذية الزراعية في أومبريا، .
وقد تم تخصيص حوالي عشرة هكتارات من الأراضي من قبل المجتمع المحلي لتطوير هذه المجموعة، حيث يعمل الباحثون على استخراج الحمض النووي من كل شجرة لتحليل سلوكها الزراعي في ظل التغيرات المناخية، واختبار قدرتها على التكيف مع الجفاف والبرد. (أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA