في هذا المعرض، يغوص راينالدي في جذور الذاكرة الجماعية والشخصية، حيث يتحول الجسد إلى رمز عميق، وتصبح الإيماءة التصويرية فعلًا من أفعال المعرفة والاكتشاف.
وفي مقدمة المعرض، التي كتبها أرنالدو كولاسانتي، يشرح كيف استطاع من خلال اللقاء الأول مع راينالدي أن يلمح في أعماله شيئًا يتجاوز الحدود التقليدية، إذ يغوص في أعماق الذات البشرية ليكشف عن طبقات من المعنى الرمزي والمجازي.
يشير كولاسانتي إلى أن أول عمل يعكس فكرة الجنينين، في لوحة مزدوجة، لكن "الأم الثانية" تتجاوز هذا المفهوم، لتتناول الأبعاد الرمزية والتجذر العميق في كيان الإنسان.
من خلال هذا العمل، يبني راينالدي عالمًا بين النور والغموض، حيث تتداخل مشاعر الاحتفال والقلق معًا. وتحتفظ الصور بشعور بدائي غير معتمد على الكلمات، بل على رؤية نقية ومؤثرة، قادرة على ربط السماء بالأرض والإشارة إلى بُعد أسطوري عميق. وتستحضر لوحات راينالدي عملية الولادة والتوترات بين الكبت والتخلي، بين الحلم والواقع، وبين الأم الأرضية والأم الأسطورية القديمة.
يُعد الفنان أوليفييرو راينالدي، المولود في أبروتسو عام 1956، من أبرز الفنانين الإيطاليين الذين بدأوا مسيرتهم الفنية في أكاديمية الفنون الجميلة في البندقية مع إميليو فيدوفا، وفي لاكويلا مع فابيو ماوري. ومنذ بداياته، كان تركيزه على دراسة الشكل الإنساني من خلال الرسم، والرسوم، والتصوير، والنحت. (أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA