يعتبر الفيلم الذي أخرجه فيتوريو دي سيكا، من أبرز تحف السينما العالمية، حيث فاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عام 1971، وفي العام التالي حاز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
الفيلم مقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب جورجيو باساني. تدور أحداث الفيلم في مدينة فيرارا الإيطالية، حيث تروي قصة عائلة فينزي كونتيني، وهي عائلة يهودية غنية من الطبقة المتوسطة العليا.
يغطي الفيلم الفترة من عام 1938 إلى 1943، ويستعرض تحولات حياة العائلة في ظل القوانين العنصرية التي فرضتها السلطات الإيطالية، والتي أدت إلى طرد اليهود من نادي التنس في المدينة.
ونتيجة لهذه الظروف، يسمح أفراد العائلة لأصدقائهم بزيارة حديقتهم الخاصة، وهو مكان يجد فيه العديد منهم ملاذًا من الواقع القاسي.
على الرغم من الجوائز الواسعة والإشادات النقدية التي حصل عليها الفيلم، إلا أنه لم يخل من الانتقادات. فحتى الكاتب جورجيو باساني، الذي كان يروي في روايته جزءًا من سيرته الشخصية، أبدى استياءه من بعض التعديلات التي طرأت على القصة أثناء تحويلها إلى السينما.
ينتقد بعض النقاد مثل موراندو مورانديني التفسير العاطفي المبالغ فيه للأحداث، بينما يعتقد آخرون مثل كيزيتش أن الفيلم يُعد من أفضل أعمال دي سيكا في سنواته الأخيرة.
أحد المشاهد الأكثر تأثيرًا في الفيلم هو مشهد اقتياد أفراد عائلة فينزي كونتيني من منزلهم بواسطة الجمهوريين إلى مدرسة، حيث يقدم دي سيكا في هذا المشهد صورة مؤلمة للإذلال الذي عانت منه العائلة اليهودية، في حين أن هذا الاضطهاد لم يكن جسديًا بل كان معنويًا، حيث اضطر أفراد العائلة للجلوس في فصول دراسية مكتظة باليهود المذعورين من مستقبل مجهول.
حديقة فينزي كونتيني هو فيلم يعكس الصراع الداخلي والخارجي لأفراد العائلة في وقت كانت فيه القيم الإنسانية مهددة. ويعدّ هذا العمل السينمائي بمثابة مرآة عاكسة للاختلافات بين الأجيال والأفراد والمجتمع في أوقات الأزمات، ويستحق المشاهدة لإلقاء الضوء على تفاصيل تلك الحقبة المظلمة من التاريخ. (أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA